والقرآن الكريم معجز كذلك في استعراضه التاريخي لعددٍ من الأمم السابقة، ولكيفية تعاملها مع رسل ربها، ولأسلوب مكافأتها أو عقابها، معجز في أسلوبه التربوي الفريد، وخطابه النفسي الدقيق، وفي إنبائه الحق بالغيب، وفي إشاراته العديدة إلى الكون ومكوناته وظواهره، وهذا الجانب الأخير من جوانبِ الإعجاز في كتاب الله هو المقصود بتعبير الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ويقصد به سبق هذا الكتاب العزيز بالإشارة إلى عددٍ من حقائق الكون وظواهره التي لم يتمكن العلم الكسبي من الوصول إلى فهم شيء منه إلا بعد قرون متطاولة من تنزل القرآن الكريم تزيد عن العشرة قرون كاملة في أقل تقدير لها.
ولا يمكن لعاقل أن يتصور لهذه الحقائق العلمية مصدرا غير الله الخالق سبحانه، وفي إثبات ذلك تأكيد أن القرآن الكريم هو كلام الإله الخالق وتصديق للنبي والرسول الخاتم الذي تلقاه -صلى الله عليه وسلم- في نبوته ورسالته، وفي التبليغ عن ربه، والإعجاز العلمي للقرآن الكريم أسلوب في الدعوة إلى دين الله بلغة مناسبة لعصر تفجر المعرفة العلمية وتطور الوسائل التقنية الذي نعيشه.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق