ومثلًا في سورة الزلزلة نجده يفسرها تفسيرًا لفظيًّا مختصرًا، ثم يذكر ما فيها من لطائف، مستعرضًا ما وقع من حوادث الزلزال في إيطاليا، وما وصل إليه العلم الحديث من استخراج الفحم، والبترول من الأرض، وما كَثُرَ في هذا الزمان من استخراج الدفائن من الأرض مثل: ما كُشف في مصر من آثار قدمائها. ثم يقول بعد ما يفيض في هذا وغيره: "ألست ترى أن هذه السورة، وإن كانت واردة لأحوال الآخرة تشير من طرف خفي إلى ما ذكرنا في الدنيا، فالأرض الآن كأنَّها في حالةِ زلزلة. وقد أخرجت أثقالها كنوزها وموتاها وغيرها، والناس الآن يتساءلون وها هم أولاء يُلهمون الاختراع وها هم أولاء مقبلون على زمان تنسيق الأعمال؛ بحيث تكون كل أمة في عمل يناسبها، وكل إنسان في عمله الخاص به، وينتفع به".
ومثلًا نجده بعد أن يفرغَ من تفسيرِ سورة الكوثر، وسورة الكافرون، وسورة النصر يذكر لنا بحثًا مستفيضًا عنوانه: تطبيق عام على سورة الكوثر والنصر وما بينهما، وفيه نجده يتأثر بنزعتِهِ التفسيرية العلمية إلى درجةٍ جعلته يُحَمِّلُ نصوص الشارع من المعاني الرمزية ما يُستبعد أن يكون مرادًا لَهَا، وذلك أنه يقرر أولًا: أن

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق