ويقول في موضع آخر: "لماذا ألف علماء الإسلام عشرات الألوف من الكتب الإسلامية في علم الفقه، وعلم الفقه ليس فيه في القرآن إلا آيات قلائل لا تصل مائة وخمسين آية؟ فلماذا كثر التأليف في علم الفقه وقل جدًّا في علوم الكائنات، التي لا تخلو منها سورة، بل هي تبلغ سبعمائة وخمسين آية صريحة؟ وهناك آيات أخرى دلالتها تقرب من الصراحة، هل يجوز في عقل أو شرع أن يبرع المسلمون في علم آياته قليلة، ويجهلوا علمًا آياته كثيرة جدًّا؟! إن آباءنا برعوا في الفقه، فلنبرع نحن الآن في علم الكائنات؛ لنقم به لترقى الأمة".
هل وجد (تفسير الجواهر) قبولًا لدى كثير من المثقفين؟ هذه المقالات وغيرها كثير في تفسير (الجواهر) نجد أغلبها قد صدر من المؤلف في مقام الرد على من كان يوجه إليه اللوم، والاعتراض على ما كان منه من تحميل القرآن الكريم علوم، ونظريات مستحدثة لا عهد للعرب بها، ولا صلة للقرآن بشيء منها. ويظهر لمن يتصفح هذا التفسير أن المؤلف -رحمه الله- لاقى الكثير من لوم العلماء على مسلكه، الذي سلكه في تفسيره، مما يدل على أن هذه النزعة التفسيرية لم تلق قبولًا لدى كثير من المثقفين.
مصادرة المملكة السعودية لـ (تفسير الجواهر): ولعل هذا المنزع في تفسير القرآن الكريم هو السر، الذي من أجله صادرت المملكة العربية السعودية هذا الكتاب،

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق