وهو تعالى خالق هذا الكون، ومدبره ربه ومليكه، ويأتي ذلك في معرض الاستنكار والاستهجان لكفر الكافرين من الناس بالخالق المبدع المهيمن المسيطر على الكون، الذي سخر لهم الأرض بكل ما فيها، وسخر لهم السموات بما يحفظ الحياة على الأرض ويحميها، ويجعل الأرض قرارًا لهم.
المفسرون وقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ... }
بعد هذا التمهيد نأتي إلى أقوال المفسرين في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}.
قال ابن جوزي في كتابه (التسهيل في علوم التنزيل) الجزء الأول ص43 ما نصه:
وهذه الآية: {خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} تقتضي أنه خلق السماء بعد الأرض، وقوله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} (النازعات: 30) ظاهره خلاف ذلك.
والجواب من وجهين: أن الأرض خلقت قبل السماء ودحيت بعد ذلك، فلا تعارض، والآخر: تكون ثم لترتيب الأخبار.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق